للإستفسار تفضل بمراسلتى عبر هذا البريد:mdwan_blog77@yahoo.com

الأحد، 21 يوليو 2013

مقالات مفيدة : الملح ( السم الأبيض )

عُرف استخدام الملح قديمًا، حيث كان يُستعمل على مر العصور في الطهي والتجارة باعتباره "الصخرة" الوحيدة القابلة للأكل بالنسبة للإنسان. ويتم استخدامه الآن على نطاق واسع في جميع المطابخ في العالم، إما باستعماله كبهار أو كحافظ مُميز لبعض الأطعمة مثل اللحوم المقددة والسمك. لقد كان للملح تأثير اقتصادي كبير وأحيانًا كان سببًا في وقوع أزمات اقتصادية في بعض الحضارات. يرتبط ارتباطًا وثيقًا بتاريخ المعاملات الاقتصادية في تاريخ البشرية، هناك بعض الأنشطة التي تأثرت باسمه مثل "سالاريو" بمعنى الأجر، أو أسماء بعض الطُرق قبل التارخ مثل روت دو سل في فرنسا وفيا سالاريا في روما القديمة ومدينة ساليناس دي لينث في إسبانيا، كما اعتبروه رمزًا للخصوبة


تم العثور في صحاري مصر قديمًا علي بعض المومياوات المحفوظة في الرمال المالحه (تتكون من مزيج من الملح و النترون) والتي يعود تاريخها لعام3000ق.م. وهذا وإن دل على معرفه فوائد الملح في الحفظ قديمًا منذ عهد الفراعنة. ومع ذلك، يرى بعض المؤرخين أن قدماء المصريين قد اقتصر استخدامهم للملح فقط في عمليات التحنيط كماده مجففة وخاصه في المراحل الأولى من إجرائها،كما عُرفت أيضاً استخدامات أخرى للملح في الطهي وفي الطقوس الدينية والمراسم الجنائزيه,ومن الاستخدامات المعروفة للملح في الطهي هناك صلصة قوامها الملح و الخل والثوم و التى استخدمها الرومان فيما بعد، كما استُخدم الملح في صناعه نوع من النبيذ المصنوع من الرمان.



ولازالت هذ الطُرق التجارية موجودة حتى الآن ويتم استخدامها في نقل حاويات الملح مثل طرق يُسمى ازالاي وتعني باللغة المصرية القديمة (قوافل الملح)، وهذا الطريق الذي تمر بـالصحراء الكبرى،كان التجار ينقلون عبره كميات كبيرة من الملح بواسطة الجمال إلى العديد من المُدن المُطلة على البحر المتوسط وشمال أفريقيا، وفي عام 1960 تم تصدير عبر هذا الطريق ما يقرب من 15,000 طن من الملح.
تجمعات ملحية في منطقة سالار دو أويوني في بوليفيا، وهو أكبر مصدر لإنتاج الملح في العالم، يُعتبر الملح الصخرة الوحيدة القابلة للأكل بالنسبة للإنسان
يُعتبر قدماء المصريين أول من حفظوا اللحوم بالملح مُنتجين بذلك أول أنواع اللحم المقدد. وبذلك يعتقد البعض أنها من أوائل الثقافات التي عرفت اللحوم والأسماك النيليه المملحة، فهم أول من أعد البطارخ المملحة، وهو طبق شهير في المدن المطلة على البحر المتوسط. وهم أيضًا أول من تناولوا ثمار الزيتون المنقوعة في الماء والكثير من الملح. بلينيوس الأكبر في كتابة التاريخ الطبيعي يسرد فيه بعض التفاصيل عن كيفيه إكتشاف الملك بطليموس الثاني الملح في بعض الصحاري القريبة من الفرما.ومن جهه أخرى،كان الفراعنه يحصلون على الملح من بعض الملاحات الشمسية القريبة من دلتا النيل، بالإضافة للتجارة القائمة بينهم وبين مدن البحر المتوسط لا سيما بين ليبيا وإثيوبيا. حيث تعددت أنواع الملح لدى المصريين القدماء مثل ملح الشمال والملح الأحمر المُستخرج من مدينة منفيس، حيث اشتهر الفراعنة بخبرتهم في تصدير المواد الغذائية مثل:العدس والقمح، ويرجع ذلك لاستخدامهم بعض التقنيات لحفظ الأطعمة مما ترتب عليه زيادة أنواع السلع الغذائية المصدرة مما يعود بالنفع أيضًا على التجار المصريين. وهذا هو سبب تفوق المصريين القدماء باعتبارهم أول من صدروا السمك المملح قديمًا، ونتيجه لاستهلاك المصريين الزائد للأطعمة المملحة جعلهم أيضًا مستوردين للملح مما عاد عليهم بمنافع اقتصادية كبيرة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
القالبْ الأصلى لَدى|مدونة مدوّن